الملتقى الوطني حول الثقافة الأمازيغية في الجزائر

الملتقى الوطني حول الثقافة الأمازيغية في الجزائر

خلال الملتقى الوطني حول الثقافة الأمازيغية في الجزائر

دعوة إلى العناية بالعناصر التراثية الثقافية وتوكيل مهمة البحث في الثقافة الأمازيغية إلى الباحثين الاكادميين ومراكزالبحث

تغطية: ح. شوشان

دعا المشاركون، أمس الأول في فعاليات الملتقى الوطني حول “الثقافة الأمازيغية في الجزائر: مظاهرها، ثرائها وآفاقها” الذي بادر إلى تنظيمه مخبر الموسوعة الجزائرية الميسرة بالاشتراك مع قسم اللغة والثقافة الأمازيغية لجامعة باتنة 01 وكذا مركز فاعلون، إلى العناية بالعناصر التراثية الثقافية من عادات، تقاليد، أعراف، ممارسات، معتقدات، احتفالات وغيرها والتي تعتبر مصدرا من مصادر الثقافة وسياق مباشر لفهم الفعل الاجتماعي للمجتمع، بالاضافة إلى ضرورة إماطة اللثام عن التنوع الكبير فيما يخص القانون العرفي لمنطقة الاوراس خاصة والجزائر بصفة عامة سيما وأنها تزخر بتراث أمازيغي لامادي معتبر مع التركيز على مدى تجذر هذه القوانين في المخيال الجمعي لسكان هذه المناطق وامكانية مزاوجتها بالقانون المدني الحديث وكذا ضرورة إبراز التنوع الثقافي الامازيغي كبعد هوياتي يعكس عبقرية هذا المجتمع منذ القدم في صياغة نظم اجتماعية صارمة حافظت على استمرارية هذه القبائل في وجه الوافدين إليها، كما خلص المشاركون في الملتقى الى جملة توصيات تمحورت حول ضرورة اقامة تظاهرات ثقافية مناسباتية لاحياء تراث الاجداد والتذكير به باعتباره يعكس الهوية الثقافية الامازيغية  على غرار احتفالات راس السنة الامازيغية “يناير”، وتوسيع دائرة الابحاث العلمية حول موضوع المعتقدات الفكرية السائدة في التبرك بالاولياء وكراماتهم، ضرورة حماية الارث واستدامته ضمانا لاستمراريته وذلك انطلاقا من تنوع العناصر التراثية التي  تساعد على تطور المستوى الفكري والثقافي للفرد في المجتمع، إلى جانب الدعوة إلى العناية بالأدب الأمازيغي بصفة عامة جمعا، تصنيفا ودراسة، باعتباره يشكل مادة مصدرية مهمة لتدوين تاريخ الأمازيغ الذي يعاني من ندرة المصادر بشكل ملحوظ، يضاف إلى ذلك تشجيع الطلبة الباحثين على استثمار الأدب الأمازيغي الشفوي في بحوثهم ودراساتهم الجامعية وذلك في إطار صيانة الذاكرة الأمازيغية ومحاولة تثمين وحماية التراث اللامادي المشبع بالكثير من الخصائص الأدبية. واعطاء أهمية كبرى للسانيات الامازيغية بمختلف متغيراتها مع ضرورة التأكيد على عراقة اللغة الأمازيغية وأصالتها باختلاف المناطق الجغرافية لها والعمل على دراسة جميع متغيرات اللغة الأمازيغية بصفة عامة على المستوى الوطني وكذا السعي إلى توسيع محاور الملتقى واشكاليته والارتقاء به الى ملتقى دولي مستقبلا من خلال المشاركات المتاحة، وأكد القائمون على تنظيم الملتقى على ضرورة توكيل مهمة البحث في الثقافة الأمازيغية إلى الباحثين الاكادميين ومراكزالبحث، وكذا امضاء توأمة بين الثقافة الامازيغية والفنون لما لها من علاقة تعكس ممارسات وثقافة المجتمع الامازيغي.

هذا وتضمن الملتقى الذي احتضنته قاعة المناقشات بكلية الأدب بجامعة باتنة 01 ثلاث جلسات تمحورت حول التراث، الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، الأدب الأمازيغي، اللسانيات واللهجات الأمازيغية. تضمنت مداخلات متنوعة شارك بها أساتذة وطلبة دكتوراه من جامعات الوطن على غرار جامعة بجاية، البويرة وباتنة.

رئيس قسم اللغة والثقافة الامازيغية “صالح بايو” ورئيس الملتقى اكد في كلمته ان الملتقى الوطني هذا ركز على طلبة الدكتوراه بشكل خاص الذين هم بأمس الحاجة لمثل هذه التظاهرات العلمية مضيفا ان الملتقى يطرح اشكالية عدم وفرة البحوث الاكاديمية في ميدان اللغة والثقافة الامازيغية ونقص الانسجام فيما بينها اذ بقي كل فرع بمعزل عن الآخر على غرار الدراسات اللسانية التي لا تستعين بنتائج الدراسات الانثروبولوجية موضحا أن الدراسات في ميدان الامازيغية ليست وليدة اليوم بل بدات منذ الحقبة الاستعمارية والتي لم تكن بالموضوعية بل كانت في معظم الاحيان نظرة احتقارية لتبرير خطتهم الاستعمارية، والتي دل عليها وصفهم للمجتمع الجزائري بأقبح المواصفات كشعب متعصب او كشعب خارج التاريخ، لتصحح تلك الدراسات المشوهة بعد الاستقلال بنقد موضوعي لباحثين جزائريين لدرايتهم بخبايا المجتمع والثقافة التي ينتمون إليها.

من جهته رئيس مركز فاعلون مبروك بوطقوقة أكد ان تنظيم هذا الملتقى تجسيد لاتفاقية كان امضاها مركز فاعلون مع مخبر الموسوعة الجزائرية الميسرة بجامعة باتنة تتضمن مجموعة من البنود الهدف منها التعاون في تحريك الساحة الاكاديمية في الجزائر، مضيفا ان الملتقى ياتي في اطار مبادرة من اجل تسليط الضوء على الثقافة الامازيغية في الجزائر ودراستها دراسة علمية بعيدة عن الادلجة والاستخدام غير العلمي باعتبار الادلجة هي التي اضرت بالثقافة الامازيغية مؤكدا انهم مطالبون بالاشتغال على الثقافة الامازيغية علميا على اسس ابستيمية ومنهجية واضحة

البروفيسور جمعة بن زروال استاذة بقسم اللغة والثقافة الامازيغية واحد اعضاء تنظيم الملتقى اكدت لآخر ساعة أن مداخلات الملتقى هي عبارة عن دراسات جديدة سيما ما تعلق بالشق الاكاديمي وبعضها كانت مطروحة من طرف جمعيات ثقافية ومهتمين بالثقافة الامازيغية واستمدت من ابحاث فرنسية ومحلية، والتي ستكون مرجعا لدراسات وبحوث اكاديمية لاحقة على مستوى جامعات الوطن في عديد الاقسام على غرار أقسام اللغة الامازيغية، الأدب، التاريخ والآثار وكذا علم الاجتماع.

المصدر: جريدة آخر ساعة، عدد 27 نوفمبر 2021

 

مبروك بوطقوقة

اترك ردا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.